الجمعة 29/3/2024  
 حمل الرؤوس الشريفة والعيال

حمل الرؤوس الشريفة والعيال
أضف تقييـم
روى البلاذري:
«قالوا، ونصب ابن زياد رأس الحسين بالكوفة، وجعل يُدارُ به فيها؛ ثمّ دعا زحر بن قيس الجعفي فسرّح معه برأس الحسين ورؤوس أصحابه وأهل بيته إلى يزيد بن معاوية؛ وكان مع زحر: أبو بردة

وروى ابن سعد، بإسناده عن الشعبي:
«رأس الحسين أوّل رأس حمل في الإسلام

وقال ابن كثير ـ وهو تلميذ ابن تيميّة ـ:
«ثمّ أمر [ابن زياد] برأس الحسين، فنصب بالكوفة وطيف به في أزقّتها، ثمّ سيّره مع زحر بن قيس ومعه رؤوس أصحابه إلى يزيد بن معاوية بالشام، وكان مع زحر جماعة من الفرسان، منهم أبو بردة بن عوف الأزدي وطارق بن أبي ظبيان الأزدي.
فخرجوا حتّى قدموا بالرؤوس كلّها على يزيد بن معاوية

حمل الرؤوس والعيال كان بأمرٍ من يزيد
روى الطبري:
«وجاء كتاب بأن سرّح بالأُسارى إليّ.
قال: فدعا عبيد الله بن زياد محفّز بن ثعلبة وشمر بن ذي الجوشن، فقال: انطلقوا بالثقل والرأس إلى أمير المؤمنين يزيد بن معاوية.
قال: فخرجوا حتّى قدموا على يزيد، فقام محفّز بن ثعلبة فنادى بأعلى صوته: جئنا برأس أحمق الناس وألأمهم.
فقال يزيد: ما ولدت أُمّ محفّز ألأم وأحمق، ولكنّه قاطع ظالم.
قال: فلمّا نظر يزيد إلى رأس الحسين قال:
يفلّقن هاماً من رجالٍ أعزّة
علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما
 
وروى ابن سعد:
«قدم رسول من قبل يزيد بن معاوية يأمر عبيد الله أنْ يرسل إليه بثقل الحسين ومن بقي من ولده وأهل بيته ونسائه، فأسلفهم أبو خالد ذكوان عشرة آلاف درهم فتجهّزوا بها

وقال ابن الجوزي:
«وجاء رسول من قبل يزيد، فأمر عبيد الله بن زياد أنْ يرسل إليه بثقل الحسين ومن بقي من أهله

شعره عندما تطلّع إلى السّبايا والرؤوس
قال الآلوسي:
«وفي تاريخ ابن الوردي وكتاب الوافي بالوفيات:
إنّ السبي لمّا ورد من العراق على يزيد، خرج فلقي الأطفال والنساء من ذرّيّة عليّ والحسين رضي الله تعالى عنهما، والرؤوس على أطراف الرماح، وقد أشرفوا على ثنيّة خيرون، فلمّا رآهم نعب غراب، فأنشأ يقول:
لمّا بدت تلك الحمول وأشرفت
تلك الرؤوس على شفا جيرونِ
نعب الغراب فقلتُ: قل أو لا تقل
فلقد قضيت من النبيّ ديوني
 
(قال الآلوسي): يعني إنّه قتل بمن قتله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم بدر، كجدّه عتبة وخاله ولد عتبة وغيرهما؛ وهذا كفر صريح،
فإذا صحّ عنه فقد كفر به.
ومثله تمثّله بقول عبد الله بن الزبعرى قبل إسلامه: ليت أشياخي 

وصول رأس الإمام إلى يزيد
وقد سُرّ يزيد بقتل الإمام ووصول رأسه الشريف إليه كما تقدّم.
ثمّ روى ابن سعدٍ، قال: «وقدم برأس الحسين محفّز بن ثعلبة العائذي ـ عائذة قريش ـ على يزيد، فقال: أتيتك يا أمير المؤمنين برأس أحمق الناس وألأمهم.
فقال يزيد: ما ولدت أُمّ محفّز أحمق وألأم، لكنّ الرجل لم يقرأكتاب الله (تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وتُذِلُّ مَن تَشَاء)
ثمّ قال بالخيزرانة بين شفتَي الحسين، وأنشأ يقول:
يفلّقن هاماً من رجالٍ أعزّة
 علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما
 والشعر لحصين بن الحُمام المرّي.

فقال له رجل من الأنصار ـ حضره ـ: إرفع قضيبك هذا! فإنّي رأيت رسول الله بقبّل الموضع الذي وضعته عليه.
قال: أخبرنا كثير بن هشام، قال: حدّثنا جعفر بن برقان، قال: حدّثنا يزيد بن أبي زياد، قال: لمّا أُتي يزيد بن معاوية برأس الحسين بن عليّ، جعل ينكت بمخصرة معه سِنَّه ويقول: ما كنت أظنّ أبا عبد الله يبلغ هذا السنّ.
قال: وإذا لحيته ورأسه قد نصل من الخضاب الأسود»
وروى الطبراني تمثّله بالشعر المذكور، 
وقال البلاذري: «حدّثني عمرو الناقد وعمرو بن شبّة، قالا: ثنا أبو أحمد الزبيري، عن عمّه فضيل بن الزبير؛ وعن أبي عمر البزّار، عن محمّد بن عمرو بن الحسن، قال:
لمّا وضع رأس الحسين بن عليّ بين يدي يزيد قال متمثّلاً:
يفلّقن هاماً من رجال أعزّة
 علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما
 
قال: «قالوا: وجعل يزيد ينكت بالقضيب ثغر الحسين حين وضع رأسه بين يديه»
وروى ابن الجوزي: «فلمّا وصلت الرؤوس إلى يزيد جلس، ودعا أشراف أهل الشام فأجلسهم حوله، ثمّ وضع الرأس بين يديه وجعل ينكت بالقضيب على فيه ويقول:
يفلّقن هاماً من رجال أعزّة
 علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما
 
وقد روى ذلك بعدّة أسانيد ...
ثمّ روى بإسناده عن الليث، عن مجاهد، قال:
«جيء برأس الحسين بن عليّ، فوضع بين يدي يزيد بن معاوية فتمثّل هذين البيتين:
ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا
 جزع الخزرج من وقع الأسل
 فأهلّوا واستهلّوا فرحاً
 ثمّ قالوا لي بغيبٍ لا تشل
 
قال مجاهد: نافق فيها. ثمّ والله ما بقي في عسكره أحد إلّا تركه. أي عابه وذمّه
ورواه ابن كثير ـ ولم يطعن في سنده، إلّا أنّه قال في محمّد بن حميد الرازي: «هو شيعي»، وذكر بيتين بعدهما:
حين حكت بفناءٍ بركها
 واستحرّ القتل في عبد الأسل
 قد قتلنا الضعفَ من أشرافكم
 وعدلنا ميلَ بدرٍ فاعتدل
 
أمّا الذهبي، فقد أسقط من الأخبار كلّ الأشعار
لكنّ الأبيات في تاريخ الطبري ـ في كتاب المعتضد العباسي ـ خمسة، وخامسها الذي لم يذكروه:
ولعت هاشم بالملك فلا
 خبر جاء ولا وحي نزل
 
وقال ابن أعثم الكوفي: إنّ يزيد زاد من نفسه:
لست من عتبة إنْ لم أنتقم
  من بني أحمد ما كان فعل

من هم قتلة الحسين (عليه السلام)، السيد علي الحسيني الميلاني
عدد المشـاهدات 1722   تاريخ الإضافـة 29/08/2020 - 14:43   آخـر تحديـث 29/03/2024 - 01:41   رقم المحتـوى 15688
 إقرأ أيضاً