الجمعة 10/5/2024  
 «مقام الخِضر» يُقاوم تزوير الصهاينة للتاريخ .. ويروي إرث الفلسطينيين

«مقام الخِضر» يُقاوم تزوير الصهاينة للتاريخ .. ويروي إرث الفلسطينيين
أضف تقييـم
تحوّل "مقام الخِضر" من مَعلمٍ أثريٍ إلى مكتبة ثقافية تجمع الأصالة، والحضارة، والتعلم .. المقام والذي كان سابقاً مقراً للقديس "هيلاريون" يُعد أقدم دير لا يزال قائماً في فلسطين المحتلة،
وهو أصبح اليوم منارة تروي تاريخ أصحاب هذه الأرض المقدسة عبر الأزمان، في مسعى لإحباط المحاولات المشبوهة الرامية لطمس ذاك التاريخ خدمة للمشروع الاستعماري.
 
ويعود تاريخ المقام لأكثر من (۱۸۰۰) عام، واسمه جرى استبداله بعد وصول الإسلام إلى هذه المنطقة ، وقد ظلّ مزاراً لفترة من الوقت.
وتبلغ مساحة المقام ٤٥۰ متراً مربعاً، وهي مظللة بثلاث قباب قديمة تحيط بها الجدران، ويمكن النزول بواسطة "سلم حجري" إلي غرفة تتوسطها بلاطة منقوشة بالأحرف اليونانية ، يُعتقد أنها قبر القديسة.
وأطلقت وزارة السياحة والآثار في قطاع غزة مؤخراً مشروعاً لترميم هذا المقام، وذلك بدعم من منظمة "اليونسكو" الأممية، وبتنفيذ من مركز "إيوان" التابع للجامعة الإسلامية ، وجمعية "نوي" للتراث والفنون.
وجرى افتتاح المقام بِحُلته الجديدة وسط حضور لافت من مندوبي المؤسسات المعنية بالتراث والتاريخ ، فضلاً عن الوجهاء والمهتمين.
واعتبر وكيل وزارة السياحة إبراهيم جابر أن ترميم المقام بمثابة لمسة أمل ، وبسمة جميلة تُرسم على وجوه الأطفال الذين سيتاح لهم تعلم الثقافة والفنون داخل مَعلمٍ أثري أصيل.
وأضاف قائلاً :'نحن كفلسطينيين نواجه محتلاً ينطلق في مخططاته من أن من لا تاريخ له .. لا مستقبل له، وهو يُسخر كل إمكاناته بغية طمس وإلغاء تاريخنا ؛ ليزرع بدلاً منه تاريخاً مزوراً يخدم بقاء اليهود فوق أرضنا'. 
ونوه 'جابر' إلة أن 'مقام الخضر' مُدرج ضمن الأماكن الأثرية المعتمدة لدي منظمة "اليونسكو" الدولية ؛ الأمر الذي يُعتبر مؤشراً على وجود الحضارة الفلسطينية القديمة منذ مئات السنين.
وجاءت فكرة ترميم المقام ضمن حملة للحفاظ على الأماكن الأثرية داخل القطاع وتحويلها لأماكن يُنتفع بها، من جمعية "نوي" للثقافة والفنون بالتعاون مع فريق "ديرنا" الشبابي.
وبدورها، قالت المسؤولة في الجمعية ميساء العكلوك: 'إن المشروع الذي بلغت تكلفته (۷۷) ألف دولار أمريكي، لم يكن ليتم دون التعاون المشترك مع وزارة السياحة ، وتنسيق الجهود مع الممولين من الخارج بغية حماية التراث الفلسطيني من السرقة والتدمير'.
ومن جانبه، لفت الناشط الشبابي جابر أبو صفر، إلى أن الاعتداء على المواقع الأثرية من قِبل الاحتلال لم يقتصر على الضفة الغربية ؛ بل طال أيضا آثار غزة التي تعرضت للاستهداف خلال الحروب الصهيونية الثلاثة على القطاع بين الأعوام ۲۰۰۸ و ۲۰۱٤.
وناشد 'أبو صفر' المواطنين الاهتمام بالتراث الفلسطيني بشكل جدي، كما دعا المؤسسات الحكومية التي يقع على عاتقها الجزء الأكبر من المسؤولية إلى متابعة المواقع التاريخية، وتوفير كل الحماية اللازمة لها.
وتشير المعطيات الرسمية إلى أن هناك (۲۳) منطقة أثرية موزعة على محافظات القطاع الخمس، وهي تعرض جانباً من الإرث التاريخي للشعب الفلسطيني في هذه الأرض التي كانت –وما تزال- عرضة لأطماع الغزاة.
عدد المشـاهدات 1374   تاريخ الإضافـة 15/01/2017 - 09:07   آخـر تحديـث 08/05/2024 - 18:24   رقم المحتـوى 4059
 إقرأ أيضاً