الأربعاء 17/12/2025  
 سمات الصادقين

سمات الصادقين
أضف تقييـم

الأولى: الإيمان باللَّه والنبوّة واليوم الآخر.

 الثانية: الإنفاق بعد الإيمان، وهو قوله: ﴿وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ﴾.

 الثالثة: قوله: ﴿وَأَقَامَ الصَّلاةَ﴾ وبعد الإنفاق ذكر الركن العباديّ الأوّل للبرّ، وهو إقامة الصلاة.

 الرابعة: وبعد إقام الصلاة، ذكر الركن العباديّ الثاني، وهو أداء الزكاة والحقوق الماليّة الواجبة: ﴿وَآتَى الزَّكَاةَ﴾.
 
الخامسة: وأشار إلى الركن الأخلاقيّ، وهو الوفاء بالعهد: ﴿وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُو﴾، فالثقة المتبادلة رأس مال الحياة الاجتماعيّة، وترك الوفاء بالعهد من الذنوب التي تزلزل الثقة، وتُوهن عرى العلاقات الاجتماعيّة. من هنا، وجب على المسلم أن يلتزم بثلاثة أمور تجاه المسلم والكافر، وإزاء البرّ والفاجر، وهي: الوفاء بالعهد، وأداء الأمانة، واحترام الوالدين.
 
السادسة: الصبر في الشدائد: ﴿وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاء والضَّرَّاء وَحِينَ الْبَأْسِ﴾، وهو من الأخلاق الحميدة التي هي من أركان البرّ. والمراد بالبأساء الفقر، والضرّاء المرض، وما إليه، وحين البأس شدّة الحرب، وإنّما خصّ اللَّه هذه الثلاث بالذكر، مع أنّ الصبر محمود في جميع الأحوال، لأنّ هذه الثلاث أشدّ البلاءات جميعاً، فمن صبر فيها كان في غيرها أصبر[2].
ثمّ تؤكّد الآية أهمّيّة الأسس الستّة وعظمة من يتحلّى بها، فتقول: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾.
 
السابعة: كتمان المصائب. أوحى الله تعالى إلى موسى عليه السلام: إنّي إذا أحببت عبداً ابتليته ببلايا لا تقوم لها الجبال، لأنظر كيف صدقه، فإنْ وجدته صابراً اتّخذته وليّاً وحبيباً، وإن وجدته جزوعاً يشكوني إلى خلقي خذلته ولا أبالي[3].
 
الثامنة: الموافقة بين الظاهر والباطن. وعن أمير المؤمنين عليه السلام قوله: "الصدق سيف الله في أرضه وسمائه، أينما هوى به يقدّه، فإذا أردت أن تعلم: أصادق أنت أم كاذب؟ فانظر في صدق معناك، وعقد-غور- دعواك، وعيّرهُما بقسطاس من الله، كأنّك القيامة، قال الله تعالى: ﴿وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾[4], فإذا اعتدل معناك بدعواك ثبت لك الصدق، وأدنى حدّ الصدق أنْ لا يخالف اللسان القلب ولا القلب اللسان"[5].
 
التاسعة: البذل والتضيحة. من علامات الإيمان الصادق أنّه يدفع المؤمن إلى البذل والتضحية، أمّا من يدّعِ الإيمان يبخلْ عن البذل في سبيل الله، ويجبنْ عن الجهاد لإعلاء كلمة الله. فلمّا كانت قلوب المنافقين خالية من الإيمان، قال عنهم الله: ﴿فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلاَفَ رَسُولِ اللّهِ وَكَرِهُواْ أَن يُجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ﴾[6].

وفي قصّة تُروى، تدلُّ على البذل والعطاء الحقيقيّ، أنّ رجلاً من الأعراب جاء إلى النبيّ، فآمن به واتّبعه، ثمّ قال: أُهاجر معك فأوصى به النبيّ بعض أصحابه، فلمّا كانت غزوة، غنِمَ النبيّ سبياً، فقسّم، وقسَم له، فأعطى أصحابه ما قسمَ له، وكان يرعى ظهرهم، فلمّا جاء دفعوه إليه، فقال: ما هذا؟ قالوا: قَسْمٌ قسمه لك النبيّ، فأخذه، فجاء به إلى النبيّ، فقال: ما هذا؟ قال: قسمتُه لك، قال: ما على هذا اتّبعتك، ولكنّي اتّبعتك على أن أُرمى إلى ههنا (وأشار إلى حلقه) بسهم فأموت، فأدخل الجنّة فقال: إنْ تصدق الله يصدقك، فلبثوا قليلاً، ثمّ نهضوا في قتال العدوّ، فأُتيَ به النبيّ يُحمَلُ، قد أصابه سهمٌ حيث أشار، فقال النبيّ: أهو هو؟ قالوا: نعم، قال: صدق الله فصدقه، ثمّ كفّنه النبيّ في جبّته صلى الله عليه وآله وسلم ، ثمّ قدّمه فصلّى عليه، فكان فيما ظهر من صلاته: اللهمّ، هذا عبدك خرج مهاجراً في سبيلك فقتل شهيداً، أنا شهيد على ذلك[7].
 
كُن صادقاً، دار المعارف الإسلامية الثقافية


عدد المشـاهدات 1039   تاريخ الإضافـة 19/06/2022 - 11:31   آخـر تحديـث 16/12/2025 - 15:16   رقم المحتـوى 20863
 إقرأ أيضاً